ولاية بهلاء

 واحة بهلاء، هي إحدى واحات محافظة الداخلية (سلطنة عمان) التي تتميز بأفلاجها وكثافة نخيلها، وهي مزيج من عناصر بيئية عديدة هيأت للإنسان العماني الظروف الملائمة لممارسة نشاطه بها، وهي واحة نخيل مسورة ومحصنة بسور دفاعي تتكون من عدد من الحارات ولكل من هذه الحارات أيضا مداخل خاصة بها تتحكم بالدخول والخروج منها، وتوجد داخل الواحة حوالي (18) حارة ونتيجة للتطورات المتلاحقة فقد تأثر عدد من تلك الحارات،

وعلميا اشتهرت
 بهلا بتخريج العديد من العلماء الذين أثرو الساحة الفكرية في عمان، وتعدوها إلى ليبيا، تونس، الجزائر، وعدد من الدول، فقد استقطبت مدرسة محمد بن بركة قرابة أربعين أو خمسين طالباً من تلك البلدان
تبرز القلعة الجامع القديم في ارتفاع تلة وسط الواحة المسورة فيما يقع سوق بهلا القديم إلى الغرب من القلعة مباشرةً، وتتوزع مصانع الفخار في الأجزاء الشمالية من الواحة.كانت قلعة بهلا أول موقع بسلطنة عمان يضم قائمة التراث العالمي في عام 1987م وشمل ذلك واحة بهلا بأكملها أي كل ما أحاط به سور بهلا وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية وتحتوي واحة بهلا على العديد من العناصر منها قلعة بهلا والمسجد الجامع والسور مدارس القرآن الكريم والمساجد القديمة الأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عمان بل ان لها طرازا خاصا من الفخار عرف لدى علماء الآثار بطراز بهلا، صناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس.وتأريخ مدينة بهلا ضارب في القدم ويصعب شرحه وفهمه دون النظر إلى محيطه، فهي مدينة انفردت عن غيرها من المدن العمانية بسورها الذي يطوقها وقلعتها التي أُرجع بناء أجزاء منها لفترات ما قبل الإسلام حتى اسمها اِختلف فيه الكثير من الباحثين في الأصل الذي اشتق منه وكتب حوله ما كتب من البحوث والمقالات وازدادت الآراء يوما بعد يوم، لذا لا نود الدخول هنا في تفاصيل حول تاريخ هذه المدينة ونكتفي بالملامح العامة. ويعتبر سور بهلاء ثاني أطول سور في العالم بعد صور الصين العظيم.

الموقع وصلاته التأريخية بمحيطه


تقع مدينة بهلا في محافظة الداخلية من عمان، وهي التسمية القديمة التي تطلق على المنطقة من جنوب الجبال غرب بهلا حتى ازكي، يُساير الواحة من جهة الغرب وادي بهلا فيما ترتفع الجبال محيطة بها من معظم الجهات تقريبا، وتتخلل الواحة بعض الشعاب التي تصب في الوادي، وقد ساعدها هذا الموقع لتكون حلقة وصل بين المناطق المجاورة لها وخاصة إذا علمنا أنها قريبة من مواقع حضارية قديمة في عبري.
توجد خارج واحة بهلا وبالقرب منها العديد من المواقع الأثرية القديمة كالتي توجد في بسيا على ضفاف وادي بهلا حيث كشفت المسوحات والحفريات الأثرية عن وجود إنشاءات دفاعية دائرية مشيدة بالحجارة منذ الألف الثالث ق.م. كما كشف عن بناء دفاعي يعود للألف الأول ق.م، وبالقرب من بسيا يوجد موقع (سلوت) الذي يعتبر من أشهر المواقع في تاريخ عمان القديم، حيث توجد بقايا حصن يجثم فوق قمة تل ولعل هذا الحصن ظل مأهولا بالسكان باستمرار من الألف الأول ق.م حتى القرن الثاني عشر هـ / الثامن عشر م، ويبدو أن الفترات الرئيسة الثلاث في سلوت تشمل : أولا المستوطنين الأوائل خلال الفترة الأخمينية ؛ ثانيا استخدامها كحصن من جانب الحكام النباهنة ؛ ثالثا : استخدامها كحصن خلال حكم اليعاربة. ومن المعلوم أن سلوت هي المنطقة التي اشتبك فيها الأزد بقيادة مالك بن فهم مع الفرس، ونستدل من خلال هذه المواقع ما لهذه المدينة من أهمية استراتيجية من خلال موقعها. قد يرى البعض منكم أن ما ذكر من معلومات أثرية بالأعلى تقع خارج نطاق واحة بهلا ولكننا نسوقها كأدلة على أن التأثيرات الفارسية في عمارة قلعة بهلا كان لها مثيل بالمناطق القريبة المحيطة بالواحة فمن المؤكد وجود تأثيرات فارسية بقلعة بهلا سواء من النواحي المعمارية المتبقية بالقلعة حتى يومنا، أو من خلال ما أثبتته الحفريات الأثرية التي قامت بها وزارة التراث والثقافة بالقلعة خصوصا في جزئها القديم المعروف بالقصبة وعلى سبيل المثال تم العثور على تماثيل لفارس يمتطي جوادا وهي تماثيل ذات تأثير ساساني متأخر.


مراجع

  1. ^ Thorpe، Annabelle (2009-08-29). "Take the high roads to find Oman's hidden treasures"The Guardian (باللغة الإنجليزية). ISSN 0261-3077. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2016.
  2. ^ "Oman's dwindling heritage of pottery". مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2016.
  3. ^ Pottery in Bahla by Mohammed AL-houmaimiRetrieved 28/11/2016 نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة